كست تصريحات الوزراء الجدد فى حكومة شرف مدى حرصهم على إرضاء الشعب الثائر ومحاولة إصلاح وتطوير منظومة عمل تلك الوزارات خلال الأيام المقبلة، أو بالأحرى خلال الفترة الانتقالية حتى إجراء الانتخابات القادمة وتشكيل وزارة جديدة، الوزراء يعلمون أنهم يعملون فى فترة وجيزة وانتقالية، لكنها فترة حرجة تمر بها البلاد خاصة فى ظل اعتراض معتصمى ميدان التحرير على تشكيلات الوزارة الجديدة لحكومة الدكتور عصام شرف.
أكد الدكتور على السلمى نائب رئيس الوزراء للتنمية السياسية والتحول الديمقراطى، أن الديمقراطية لا تأتى بالإشعارات، لافتاً خلال مداخلة هاتفية لبرنامج " هنا العاصمة " مع الإعلامية لميس الحديدى على قناة سى بى سى، إلى أن وزارته مهمتها ترجمة مطالب الشعب إلى أهداف وخطط والتحول إلى نظام ديمقراطى، مشيراً إلى أن وأول الأشياء التى سيقوم بها بعد تكليفه بالوزارة وحلف القسم الاتصال بكل الجماعات السياسية ومعرفة مطالب ميدان التحرير.
ومن جانبه، قال السفير محمد كامل عمرو، وزير الخارجية الجديد، أن هناك ثوابت فى السياسة المصرية فيما يتعلق بالملف العربى والذى كان "يشتاق" إلى عودة الريادة المصرية، إضافة إلى الاهتمام بالبعد الأفريقى، مشيراً إلى وجود خبرات كبيرة فى الخارجية المصرية للتعامل مع أفريقيا، بما يصب فى صالح الطرفين معاً.
وأشار فى تصريحات صحفية، بمجلس الوزراء اليوم، إلى أن مصالح مصر هى همه وشغله الشاغل، وأن ما يتم دفعه من ثمن، بسيط جدا بالنسبة لما تم انجازه فى ثورة 25 يناير، وأن الفترة المقبلة ستكون مختلفة عن توجهات مصر قبل الثورة.
بينما أكد الدكتور معتز خورشيد وزير التعليم العالى والبحث العلمي، ان التعامل مع ملف تغير رؤساء الجامعات لا يحتاج الى قرار من وزير التعليم العالى فحسب بل يحتاج لقرار سياسى عام.
أما، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، الجديد الدكتور صلاح السيد يوسف فرج فقال، أنه سيعمل على إعادة حقوق الفلاح مرة أخرى وسيتم تفعيل التعاونيات باعتبارها ركيزة أساسية فى الزراعة خاصة فى ظل وجود 6000 جمعية فى مصر تحتاج إلى تطوير قانون التعاون والتى تم البدء فيه منذ فترة طويلة.
وأضاف، أنه يستهدف من خلال موقعه تطوير إستراتيجية الزراعة فى مصر خلال الفترة المقبلة، وتفعيل البحث العلمى الزراعى، بما ينعكس بشكل إيجابى على كافة العاملين فى قطاع الزراعة، مشيراً إلى أن بعض المحاصيل أصبح لها أهمية اقتصادية لابد من زيادة المساحة المزروعة منها، مثل القمح والقطن.
وقال المستشار محمد أحمد عطية وزير التنمية المحلية الجديد، رئيس اللجنة العليا المشرفة على التعديلات الدستورية الأخيرة، والنائب الأول لرئيس مجلس الدولة إنه سيشارك فى اختيار المحافظين الجدد، مؤكداً أنها ستكون حركة كبيرة تشمل معظم المحافظين وسيتم الانتهاء منها قبل نهاية الشهر الجارى.
وأضاف عطية فى مؤتمر صحفى عقده اليوم بمجلس الوزراء، أن الحركة ستتم على أساس النزاهة، وتطوير المحليات من الانحراف والفساد، لأنه إذا صلحت المحليات صلحت البلاد، على حد قوله.
أما وزير الأوقاف الجديد الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، فأكد أن موضوع الأذان الموحد سيتم التباحث بشأنه، مشيراً إلى أنه لن يبقى على أى إجراء مخالف لمصلحة البلاد والعباد، والعكس صحيح، على حد قوله.
وأشار القوصى إلى أن هذه الفترة مفصلية فى تاريخ مصر، وتحتاج إلى التفاهم وفتح صفحة جديدة، مؤكداً أنه سيحاول دفع الخطاب الدينى إلى مزيد من استشراف المستقبل فى ظل وجود عالم ملئ بالتحديات.
وأضاف، أنه سيبذل مزيد من الجهد للم شمل جميع التيارات وفض النزاعات التى من الممكن أن تنتهى بنوع من التفاهم، وتعهد بدفع العلاقات مع العالم الإسلامي.
وأكد الدكتور عبد الفتاح البنا، وزير الدولة للآثار، أن وزارة الآثار ستساعد على إعادة بناء مصر الحديثة، وانه سيتم العمل على التنسيق مع كافة الوزارات المعنية من أجل زيادة عدد السائحين إلى مصر.
وقال إنه سيعمل على زيادة المواقع الأثرية والمزارات السياحية لكل السائحين القادمين لمصر، مما يؤدى إلى توفير مليار يورو سنوياً نستطيع الاستفادة منها فى الصحة والثقافة.
وتعهد بحل مشاكل العاملين فى مجال الثقافة وتثبيتهم، رغم أن عدد العاملين فى هذا القطاع 45 ألف، مؤكداً أنه سيبحث هذه المشكلات جيداً لإيجاد حلول حقيقية لها.